هذا الكتاب ( مأساة شلفة ) .. للكاتبة ( الجوهرة عبدالله
السلولي )..
عبارة عن مجموعة قصصية وهو موجود بمكتبات جرير لمن أراد الحصول عليه ولكن انا سأكتب لكم ( مأساة شلفة) لعلها
تحوز على رضاكم ..
وهي قصة لفتاة تسمى ( شلفة ) ..
سأترككم مع القصة كما وردت من كاتبتهاولن أزيد ولن أنقص وعموماً القصة ليست طويله وإليكم القصة :
الحلقة الأولى : (مأساة شلفة )
وصلت رسالتك ياصديقتي العزيزة وكم أسعدني وصولها وإن كنت قد تألمت لما أصاب زميلتك في العمل من ماسي وأفزعني قتلها زوجها الذي حولها إلي مجرمة بخيانته لها وسلبه لحقوقها وحرمانها من حضانة أبنتها .
ولكنك كنت مجانباً للحقيقة عندما عقبت أن مثل هذا لايحدث في بلادنا لأنا حفظنا للمرأة حقوقها ..
إن هذا الكلام حرك في نفسي أفواجاً من الأفكار هكذا نحن ياعزيزتي لانرى أنفسنا كما هي عليه فعلا بل كما نحب أن نراها ولذلك فنحن لانرى عيوبنا ومن لايرى عيوبه لايصلحها فينشغل بعيوب الآخرين .
ولن أكون متجنياً على الدين فاتهمه بانتهاك حقوق المرأة كما يفعل دعاة التغريب فالدين بريء مما يحدث للمرأة في مجتمعاتنا ولكنه التخلف والأفكار البالية الموروثة المرتبطة خطأ بالدين وهي في الحقيقة لاصلة لها به.
ولعلك تفهمني أيها العزيز وتعلم أني منذُ أن أصبحت مشرفاً في مركز للصحة النفسية وانا أرى من الحياة وجهاً لم أعهده من قبل وأطلع على الكثير من مشاكل المجتمع ماكنت أظن أننا يمكن أن نعاني منها يوماً.
ولعلك تذكرقصة الفتى شامل التى رويتها العام الماضي وكيف أن المجتمع بتخلفه وعدم تفهمه أضاف إلى عجزشامل وإعاقته إعاقة .
وها أنا اليوم أروي لك هذه القصة التي قدلاتكون الحقيقة كاملة إذا لم أعيش أنا أجزاءها ولكنها رويت لي من قبل أصحابها .
أضعها بين يديك حتى ترى ماوصلنا إليه ولتعلم أنا مازلنا نعاني من جهلنا وتخلفنا وبعدنا بالأكاذيب عن حقيقية أنفسنا.
- كانت صاحبة القصة فتاة بسيطة في كل شيء , تعليم قليل جداً وجمال ضئيل وأسرة فقيرة جداً وأب جاف وإخوة ذكور غير أشقاء منحرفين وحرمان من حنان الأم وزوجة أب قاسية .
في هذه الظروف ولدت الفتاة نعم ولقد نسيت أن أسميها لك فحتى أسمها لم يهتم بها والدها فقدسمها شلفة أسم غريب ولاأدري مامعناه لعلها السكين أوالخنجر وهوأسوأ مايمكن أن يسمى به إنسان .
كانت شلفة ثمرة زواج خاطىء لأن والدها لم يتزوج بأمها لتستقرمعه وإنما ليروض زوجته أم أولاده ويعيدها إلي بيته بزوج جديد.
وقد كانت زوجته الأولى كثيراً ماتهجره وتذهب لأهلها تاركة البيت والأولاد وعندما تحقق له ماأراد طلقها وهي حبلى بشلفة ولما بلغت شلفة سن الرابعة وأرادت أمها الزواج , أخذها منها رغم رغبة جدتها لأمها في تربيتها وكأنه كان يريد من أمها أن تبقى العمر كله تربي أبنته التى لم يكن يذكرها بشيء طوال السنوات الأربع التي عاشتها مع والدتها , وأتى بها لتعيش في بيته كقطعة يريد الاحتفاظ بها أو كأي شيء آخر غير أن تكون أبنته التي هي من لحمه ودمه.
وليس غريب عليه ذلك فالناظر إلى وجهه يعرف إي نوع من الرجال القساة وهوفقد ىرأيته مرة أومرتين إذ حتم علي عملي أن أقوم بزيارة المنزل الذي كانت تعيش فيه شلفة, فقد كان رجلاً بديناً متجهم الوجه كأنما تصلبت عضلات وجهه على هذا النحو بل تراه فتحس ببرودة مشاعره وأنت إن زرته يأتيك إحساس سريع بتبرمه بك وامتعاضه لوجودك في بيته , ولعلك تتوقع أن يقول لك في أية لحظة ( قم انتهت الزيارة ) ولهذا كان الناس ينفرون منه ولا يفكر أحد بزيارته كماسمعت .
كان يعمل بائع خضار في محل صغير في السوق القديم وقد يكون لجفائه قسوة ملامحه , وضيق صدره , سبب في عدم إقبال الزبائن عليه وعلى بضاعته حسب ما يبدُ .
وهو رغم ذلك يقضى وقته أمام دكانه ، فإذا جاء المساء أغلق الدكان لينتهي يومه قبيل العودة إلى البيت في مقهى قريب من منزله .
وعندما يعود يكون قد بلغ من الجهد والتعب فيتناول عشاءه وينام دون أن يكون له إي دور في المنزل وفي غالب أيامه يجد زوجته تنتظره بكم من المطالب التي يعجز عن تلبيتها فيتشاجر ان حتى تسمع اصواتهما وما يتشاتمان ويسب أحدهما الآخر وقد تشترك شلفة معهما فتضرب وتركل وتشتم .
ثم يأوي إلي فراشه بعد أن يصفق باب غرفته خلفه محذرا وشاتما لكل من في البيت ثم يستيقظ على نفس الدوامه اليومية .
حسناً عزيزي قدأكون أطلت عليك ولكن كان لغياب والد شلفة عن البيت طوال النهار وعدم اكتراثه بشيء أثر على كل من فيه .
لم يكن هذا الأب القاسي يهتم بهذه الصغيرة التي أنتزعها من أحضان أمها ليرمي بها في حضن الألم والحرمان.
وما كان هناك أي نوع من الود أو العطف تتلقاه من أبيها , وهي لاتذكر أنه ضمها أو قبلها أو كلمها بصوت حانٍ أبداً , وكان لايناديها إلا بأبشع الألقاب مثل: ( ياذات الشعر المنكوش ) ( أيتها النحيلة الغبية ) وكثيراً ماكن يعيرها بأمها قائلاً أنت قبيحة مثل أمك تماماً لذا فهي تبادله نفس الشعور ولا تحس بأبوته أبداً .
وهي منذُ أن جاءت لهذا البيت لم تجد أي نوع من الاهتمام فكأنما ربت نفسها بنفسها, فكانت تاكل إن وجدت أمامها الطعام , وقد تبقى ثيابها عليها أسبوعاً دون ان تنزع عنها حتى تصبح قذرة جداً فترمي لها زوجة أبيها بغيرها لتبدلها , تمضي معظم وقتها في الشارع بين شجار ونزعات مع أولاد وبنات الجيران, وقد تعود مرات كثيرة وقد تمزق ثوبها أوجرحت وسال الدم منها , فلاتجد في البيت من يعتني بها لكنها تجد زوجة أبيها تنتظرها بالضرب .
وعندما بلغت السادسة رأت زوجة أبيها أنها أصبحت قادرة على أن تقوم بجل أعباء المنزل فكانت تغسل وتكنس وتكوي وأحياناً تعد الشاي والقهوة .
ولكن شلفة في الحقيقة كانت في خضم ذلك تتلقن دروس الحياة التي لاتكتسب من المدارس وتتشكل شخصيتها.
تعلمت شلفة من هذة القسوة التي عاشتها كيف تكون قاسية وأصبحت مع الأيام حادة الطباع بعيدة عن التهذيب معقدة أن هذا هوالسلاح الذي تستطيع أن تدافع به عن نفسها .
ولذا كانت كثيراً ماتتبادل مع زوجة أبيها الشتائم والسباب ولربما تركت عملها لتلعب في الشارع غير مبالية بنداءات زوجة أبيها لها حتى إنها كماروى لي من يعرفها كانت ترجم زوجة أبيها بالحجارة وعندما تفتح الباب لتناديها لتعمل في البيت فتسارع الزوجة بغلق الباب, ولكن الطفلة الغاضبة تستمر في السب والشتم ورمي الحجارة على الباب معلنه أنها لن تدخل البيت ولن تعمل لزوجة أبيها أي شيء ولكن ذلك يعود عليها وبالاً عندما تعود لتعاقب من إخوتها أو أبيها بالضرب القاسي عندما يعودون .
تكملة البقية في الحلقة القادمة : وهي (شلفة في المدرسة )