وكانت "الخطوط الجوية العربية السعودية" إلى وقت قريب تعد من أرقى الملاحة الجوية عربياً، بل أثبتت تفوقها في إطار النقل الجوي في العالم بأسره، وحظيت بكثير من الإشادة في مختلف الجهات، حتى ان معظم المسافرين من غير أبناء الوطن كانوا يحبذونها لدقة مواعيدها وخدماتها الممتازة، فماذا أصابها؟، وما هي العلل الكامنة فيها بعد هذا التفوق؟ إن أوضاع "الخطوط السعودية" وبهذه السلبيات التي ألمت بها تحتاج إلى تدخل الجهات المعنية، لا سيما أن إمكاناتها المادية تؤهلها أن تكون من أكبر الناقلات الجوية في العالم بأسره، وذلك بجانب الدعم المادي الكبير من قبل الدولة. ويبقى من المهم إعادة النظر في كثير من الإجراءات التنظيمية والإدارية المتعلقة ب"الخطوط السعودية"، كما تبرز أهمية فتح المجال أمام الشركات الأخرى للإفادة من إمكاناتها، وإيجاد التنافس بينها؛ من أجل تقديم الخدمات المميزة للمسافرين، ولكي تتنوع الخيارات أمام أفراد المجتمع، لاختيار ما يناسب إمكاناتهم المادية وكذلك راحتهم النفسية.
وذكر "عبد الله الغامدي" -من منسوبي الخطوط السعودية- أن الأسباب التي أدت الى مثل هذه المشاكل الكامنة في عدم وجود الحجوزات، تعود الى الزيادة المطردة في عدد المسافرين، خاصةً وأنهم في الوقت الحالي ولاختصار الوقت يحبذون السفر بالطائرات بدلاً من الناقلات البرية التي تستغرق الساعات الطويلة، مؤكداً على أن الحل في مثل هذه الحالات يكمن في توفير المزيد من الطائرات. إيقاظ الكوادر وقال "فيصل الشهري": إن الخطوط السعودية لها إمكانات هائلة وكوادر بشرية أخذت حظها من التدريب في أفضل المعاهد العالمية، مضيفاً أن الخطوط ليس أمامها أي مشكلة من حيث الامكانات المادية والبشرية، وبالتالي فإن أي مشاكل أخرى يمكن درؤها بكل سهولة، مناشداً أن تولي المرضى الذين يودون الوصول إلى مستشفيات بعض المدن الأخرى الافضلية في الحجوزات، حيث ان هناك حالات مستعجلة يمكن أن تجد مثل هذه الأفضلية. وذكر "حميد المالكي" -إعلامي وكاتب صحفي- أن الدولة لم تقصر أبداً تجاه هذه المؤسسة، فأغدقت عليها المليارات من الريالات، ومازالت تغدق عليها وتدعمها، حتى تظل متميزة في أدائها، مؤكداً على أن الجهات الادارية فيها يحالفها الفشل في كل مكان، مشدداً على أهمية إيقاظ هذه الكوادر البشرية التي طاب لها الرقاد في فراش الكسل، حيث اننا نملك كثيرا من الامكانات المادية والبشرية التي يمكن من خلالها أن نلحق الثريا في عالم الطيران. شركات أخرى وأكد "عبدالله البقمي" -من منسوبي جامعة الملك عبدالعزيز- على أن الخطوط الجوية السعودية وبهذا الفشل يمكن أن تصحو من غفوتها إذا ما تركت المجال لشركات أخرى منافسة، حيث سيسهم وجودها في إنقاذ ما يمكن إنقاذه، مما يفتح الخيارات أمام المسافر للبحث عن أفضل ما يناسبه مادياً ومعنوياً. وأوضح "عبدالله الشريف" -رجل أعمال ورئيس شركة ربل العالمية للسفر والسياحة- أن السماح للطيران القطري وطيران الخليج في التعاون مع الخطوط السعودية ربما يساعد كثيراً في تبديد مثل هذه المشاكل التي يعاني منها المسافرون، مضيفاً أنه ليس هناك تقصير كما يعتقد البعض، مرجعاً تلك الاسباب بالمساحة الشاسعة التي تحتلها أرض المملكة والمطارات الدولية والاقليمية الموجودة فيها، الأمر الذي يساعد على بروز مثل هذه المشاكل، التي يمكن ان يكون لها حل سريع عن طريق تشكيل بعض اللجان ذات الاهتمام بهذا الشأن.