سنعرف الجميع بالأزمة الإقتصادية العالمية:
القصة باختصار أنه في الدول الغربية وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية، أن البنوك قامت بإغراق المواطنين خلال العقد الماضي بديون بشكل جنوني، حتى وصل الأمر ببعض البنوك أن تقوم بتوصيل الـ «Visa Card» إلى منزلك، وتقديم تسهيلات ائتمانية لدرجة تمنح حتى العاطل عن العمل قرضاً..
وفي عام 2008 اضطرت تلك البنوك لوقف إعطاء تلك القروض بشكل مفاجئ، وبدؤوا بمطالبة الناس بإرجاع تلك الديون، ونظراً للطريقة التي تم إعطاء تلك القروض فيها، الكثير من المدينين وجدوا أنفسهم أنهم لا يستطيعون تسديد تلك الديون، فاضطرت بعض البنوك لإعلان إفلاسها لإطفاء الديون التي عليها.
ولكن القصة لم تنته هنا، فثقل القروض الذي أزيل من على كاهل الناس العاجزة عن السداد، وضع على كاهل تلك البنوك، وتلك البنوك لم تستطع أن تواصل عملها لعدم وجود المسددين، فاضطرت لإعلان إفلاسها مصرفاً تلو الآخر، الأمر الذي دفع الحكومات لعدم الوقوف مكتوفة الأيدي أمام هذا الانهيار الاقتصادي الذي يحصل أمامهم في القطاع المصرفي، فقامت الحكومات بـ «تأميم تلك البنوك» هروباً من العواقب الوخيمة.
باختصار.. القروض كانت على كاهل المواطنين فعجزوا عن التسديد.. فأصبحت على كاهل البنوك فأعلنت إفلاسها.. الدولة لم تقف متفرجة وقدمت دعماً مالياً لتلك البنوك مضطرة لضمان استمرار عجلة الاقتصاد، وأصبح الثقل في النهاية على كاهل تلك الدولة.
الآن تلك الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، اليونان ـ التي يحاول الاتحاد الأوروبي إنقاذها من الغرق بقدر المستطاع ـ آسيلندا، وهناك الكثير منهم في الطريق...إضافة إلى ذلك الحروب التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ سقوط الإتحاد السوفييتي إلى اليوم والتي أرهقت الإقتصاد الأمريكي ومزقته.
نحن نعلم جميعا بأن الريال السعودي مرتبط بالدولار وهذا يعني بأن إنهيار الدولار الأمريكي الذي بات وشيكا سيؤدي إلى إنهيار العمل المرتبط به وهذا يعني إنهيار كبير لعملة الريال السعودي
كلنا لاحظنا في الفترة الأخيرة إعلانات البنوك التي خفضت سعر الفائدة على الاقتراض.
ولكن هل تساءلت لماذا تفعل البنوك هذا، ولماذا الآن بالذات؟
ببساطة لأن مؤسسة النقد خفضت بدورها سعر الفائدة.
ولكن قبل ذلك ما هو سعر الفائدة؟
سعر الفائدة هو الأداة التي تستخدمها البنوك المركزية في دولة ما للتحكم في الإنفاق؛ فإذا أرادت الحكومة أن تحث الناس على الإنفاق خفضت سعر الفائدة لأن الناس سيقترضون أكثر وبالتالي ينفقون أكثر، والعكس صحيح فعند ارتفاع سعر الفائدة سينصرف الناس عن الاقتراض ويميلون للادخار.
هذه ليست نهاية القصة، فسعر الفائدة المنخفض سيقود للتضخم والتضخم كما تعرفون هو ارتفاع أسعار السلع والخدمات نظراً لتوفر السيولة في الأسواق.
- سعر فائدة منخفض > اقتراض أكثر > إنفاق أكثر > توفر سيولة أكثر > تضخم (ارتفاع الأسعار) ..
- سعر فائدة مرتفع > اقتراض أقل > إنفاق أقل > توفر سيولة أقل > انكماش (انخفاض الأسعار) ..
إذا من خلال السابق نستنتج بأن الريال السعودي في طريقه إلى الإنهيار مع إقتراب إنهيار الدولار الأمريكي
وهذا طبعا بسبب سياسة الحكومة السعودية الغير رشيدة بربط الريال بالدولار الأمريكي
الحل:
بالنسبة لأمريكا لا يوجد حل فقد تجاوزوا مرحلة الحلول وعليهم مواجهة مصيرهم ودفع ثمن استهلاكهم الهائل.
أما بالنسبة لنا فالحل المؤقت: رفع سعر الريال أمام الدولار ليصبح 3,00 ريال لكل دولار.(ممكن)
الحل الدائم: فك ارتباط الريال بالدولار وتسعير النفط بالريال.(مستحيل)