التاريخ :5/9/1429 هـ نور الإسلام_ وكالات
داعية أرجنتيني: الإسلام ينتشر بصورة متسارعة
نور الإسلام_ أميركا اللاتينية أرض خصبة لنشر الإسلام. المعطيات الحالية تشير إلى أنه في غضون 10 سنوات ستصبح هذه القارة ذات وجه إسلامي واضح. هذا ما أكده الداعية الإسلامي الأرجنتيني د. محمد غارسيا (رئيس قسم الترجمة إلى اللغة الإسبانية بالدار العالمية للكتاب الإسلامي بالرياض) محذراً من أن عدم وجود المساجد والدعاة للمسلمين الجدد سيجعلهم فريسة سهلة للإعلام المتصهين والإباحية الجارفة المنتشرة في البلاد.
د. غارسيا اعتنق الإسلام وسافر لأداء فريضة الحج وأقام بالسعودية عدة سنوات تعلم فيها وسطية الإسلام وسماحته, ليعود بعدها إلى بلاده كداعية محصن بتعاليم الإسلام الفاضلة, وقد أكرمه الله بأن أسلم على يديه سبعون شخصاً في عام واحد. وكان معه هذا الحوار.
● كيف كانت قصة اعتناقك للإسلام؟
ـ أسلمت منذ 17 عاماً, وأعمل الآن كمسؤول ورئيس قسم الترجمة إلى اللغة الإسبانية في الدار العالمية للكتاب الإسلامي ومقرها الرياض, وأتواصل مع الدار من موطني في الأرجنتين. كنت في الأصل مسيحياً. تربيت في بيئة مسيحية غير متماسكة. كان لي مشكلة دائمة مع مسألة التثليث، حيث كنت أؤمن بخالق واحد وأحترم وأجل عيسى (عليه السلام) كنبي ورسول. كانت تلك هي نقطة الخلاف بيني وبين أسرتي ونقطة الخلاف الجذرية بيني وبين الكنيسة. حينما بلغت السابعة والعشرين من عمري تركت المسيحية بسبب هذا الخلاف, وتحولت إلى دراسة كل الديانات الأخرى والقراءة فيها بهدف التعرف على الدين الحق، فقرأت في اليهودية والفرق النصرانية المختلفة وقرأت أيضاً في البوذية والكونفوشسية, بهدف الوصول إلى العقيدة السليمة, لكنني لم أجد ما أبحث عنه حتى وصلت إلى مرحلة من اليأس. ذات ليلة رفعت يدي إلى السماء ودعوت الله إما أن يهديني إلي الدين الحق وإما أن يقبض روحي إليه حتى أتخلص من العذاب والشقاء الذي بِت فيه، وفي اليوم التالي استيقظت من نومي على دق الباب وعندما فتحت وجدت أحد الأشخاص يدعوني إلى الإسلام. كان مسلماً وصديقاُ لأسرتي, فرحبت به وبالفعل بدأ في الحديث معي عن الإسلام، وكان كلما قال شيئاً أحسست وكأنه يدخل قلبي مباشرة وبخاصة عندما تحدث عن الوحدانية في الربوبية وفي الأسماء والصفات وبعد ثلاث ساعات من الحديث استأذن هذا الرجل للذهاب لأداء صلاة الجمعة، فذهبت معه واستمعت للخطبة من خارج المسجد وكانت حول أركان الإسلام، وساعدني على فهمها أن الخطبة الأولى في الأرجنتين تؤدى بالعربية والثانية بالإسبانية، وقد أحسست أن ما أسمعه من الخطيب استكمال لما سمعته من الرجل, وبعد الصلاة استأذنت في دخول المسجد وأشهرت إسلامي.
● إلى أي مدى اختلفت حياتك بعد ذلك؟
- بدأت حياتي الجديدة خاصة أن أسرتي طردتني من المنزل وتبرأت مني, لكنني بدأت في تعلم أمور وتعاليم الإسلام، وتوجهت إلى أحد المسلمين الجدد الذي استضافني في منزله لمدة ستة أشهر تعلمت فيها شعائر الإسلام الأساسية، وبعد ذلك ذهبت لأداء فريضة الحج, وخلال تواجدي في السعودية درست بجامعة أم القري حيث تعلمت اللغة العربية وأصول الفقه وتعلمت وسطية الإسلام الحقيقية، ثم عدت إلي الأرجنتين لأقوم بالدعوة إلى الإسلام وتعليم المسلمين الجدد على وجه الخصوص تعاليم الدين الإسلامي, وقد وفقني الله خلال عام واحد في هداية سبعين أرجنتينياً للإسلام والذين اعتنقوه طواعية وبدأوا في دراسة الإسلام والحمد لله يزداد عدد المسلمين الجدد يوماً بعد يوم في الأرجنتين.
● هل المسلمون الجدد يعيشون حياة مستقرة عقب إسلامهم وهل يواجهون أي نوع من المشاكل؟
ـ بالطبع يتعرض المسلم الجديد في الأرجنتين للعديد من المشاكل الشخصية والعائلية وإن كان هناك العديد من العوائل تدخل كلها في الإسلام، وفي العمل يواجه المسلمون الجدد بعض المشاكل, أبرزها عدم قدرتهم على الصلاة حيث يرفض رؤساؤهم في العمل ذلك. أيضاً تقوم السلطات والجهات الأمنية بتتبعهم في بداية إسلامهم. نحن كجالية إسلامية جديدة نعاني من مشكلة في غاية الخطورة وهي عجزنا عن متابعة كل من يعتنق الإسلام حيث نفتقد إلى الدعاة والمراكز الإسلامية كما نفتقد إلى الإمكانيات المالية التي تساعدنا في متابعة كل من يعتنق الإسلام، خاصة أن المسلم الجديد يحتاج إلى المتابعة الجادة والمستمرة حتى لا يخضع للضغوط المفروضة عليه ونحن نحاول التغلب على هذه المشكلات قدر المستطاع بالجهود الذاتية.
● هل هناك مراكز إسلامية تساعد المسلمين الجدد في متابعة دروسهم الدينية؟
ـ نفتقد وجود مثل هذه المراكز فبخلاف مركز خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز الموجود في العاصمة الأرجنتينية “بيونس أيرس” لا توجد مراكز إسلامية أخرى، ويحاول هذا المركز تقديم العديد من المعونات للمسلمين الجدد, منها دروس لتعليم اللغة العربية, وأخرى عن تعاليم الإسلام, لكن لا يوجد مركز آخر يهتم بشؤون المسلمين بنفس الدرجة.
● هل تصلكم مساعدات كمسلمين جدد؟
ـ لا يصلنا أي نوع من أنواع الدعم سواء المادي أو المعنوي وذلك لسببين رئيسين أولهما عدم وجود تنسيق بيننا وبين دول وحكومات العالم العربي والإسلامي، والثاني هو أن المراكز والجمعيات الإسلامية الخاصة بالمهاجرين تنتهز الفرصة وتحصل على كل الدعم الذي يأتي من الدول الإسلامية، ولذا نعاني من عدم وجود أماكن للصلاة ويضطر المسلمون الجدد إلى استئجار جراج وتحويله إلى مُصلى وذلك بسبب العجز المادي ولو كانت هناك مساعدات مادية لتمكنا من إنشاء مسجد كبير، ومن هنا أوجه نداء للقائمين على المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي بأننا اعتنقنا الإسلام عن قناعة شديدة ونحتاج بالفعل إلى المساعدة الفقهية والشرعية، ونحن في حاجة ماسة إلى دعاة يجيدون لغتنا الإسبانية ليقربونا أكثر إلى الإسلام، ونحن نحذر من عدم وجود مساجد تعلم المسلمين الجدد أمور دينهم, فهذا يشكل خطراً عليهم ويهدد بوقوعهم فريسة سهلة للإعلام المتصهين والإباحية المنتشرة في مجتمعاتهم.
● كيف تنظر إلى مستقبل الإسلام في أميركا اللاتينية؟
ـ ثمة حركة نشطة للإسلام في أميركا اللاتينية حيث ينتشر بصورة متسارعة حتى أنه لا يمر أسبوع إلا ويشهر إسلامه أكثر من ثلاثة أشخاص، كما أن هناك تحركاً كبيراً من قبل أبناء المهاجرين العرب والمسلمين لدراسة دينهم الإسلامي دراسة وافية. أحياناً أجد أبناء لمهاجرين مسلمين وقد أصروا على أن ينطقوا الشهادتين من جديد تعبيراً عن اتجاههم للإسلام بصورة حقيقية وليس لأنهم ورثوا الإسلام عن آبائهم، وكل ذلك يحتاج فقط إلى اهتمام من جانب الحكومات والدول الإسلامية، وكلي ثقة أنه خلال 10 سنوات فقط ستصبح أميركا اللاتينية ذات وجه إسلامي واضح.