كيفية توجيه انتقاد وتقبله
السلام عليكم..مادفعني للكتابه في هذا الموضوع هو توجيه احدى الأعضاء النقد الساخرلي في ماتقرأه من مواضيعي..فأحببت افادتكم..حتى لايجرح الطرف المنتقداوتكون هناك اي عداوه..اترككم مع الموضوع..اتمنى تقرووووووه للنهايه...للفاااائده
يهدف توجيه الأنتقاد إلى أن يكون بناء , لا يثبط العزيمة , ولا يفسد العلاقة مع الآخر , بل يحسنها ,كما يهدف إلى أن الأنتقاد يكون فرديا وليس علانية , ويحافظ طلب الأذن , عموما على العلاقة الجيدة , كما يسمح بتوجيه انتباه أفضل إلى ما سيقال , ويمكن المخاطب من تمييز نفسه عن الأمر موضوع الأنتقاد , الأمر الذي يقلل من احتمالات أن يأخذ الإنتقاد بشكل شخصي , كما يقلل من إمكان التعميم , نظرا إلى كون خطر إعتبار النفس موضع الأنتقاد والتعميم (أي استخلاص نتائج تعمم انطلاقا من حدث خاص) , بمثابة نمطين من رد الفعل الشديد التواتر.
يستخدم المنهج التالي ,عموما لتوجيه انتقاد معين :
1- طلب الإذن واختيار وضعية علاقة فردية .
2- تعبير مباشر ودقيق عن الإنتقاد مع تضمين شخصي (قول أنا ).
3- توكيد ذات تعاطفي .
4- إسطوانة مشروخة.
5- كشف عن الذات.
6- الإنهاء بحرارة.
مثال : مدرسة تتوجه إلى زميلتها :
- أيمكنني التحدث معك برهة؟ (طلب الإذن واختيار وضعية علاقة فردية).
- نعم , حالا.
- إسمعي , لا أريدك أن تأخذي الأمور على صعيد شخصي , بخاصة أنني أقدر كفاءتك في مجال عملك (توكيد ذات عاطفي).
- ماذا تودين قوله ؟
- حسنا أعتقد أنه كان يجب إعادة النظر في وضع التلميذ سمير قبل تأنيبه , فوضعه الشخصي دقيق جدا وأخشى أن ينعكس ذلك سلبا عليه , وكما قلت لك , لا أريد أن تفهميني خطأ , لكنني أحب قول الأشياء بشكل مباشر (تعبير مباشر ودقيق , تعبير عن الذات).
- فعلت حسنا بالتحدث إلى عن الموضوع, ام أر أهمية لهذه المشكلة.
- فعلا , يفرحني كوننا على الموجة نفسها من التفكير , وإنك لم تأخذي الأمور بشكل سلبي , هكذا يسهل العمل معا (الأنهاء بحرارة).
كيفية تقبل انتقاد
معرفة تقبل الأنتقاد هي مهارة في غاية الفائدة , إذ إنها تزيد قدرة الفرد على ضبط العلاقات المثيرة للصراع , وتحسن الثقة بالذات , وتسمح بالإستفادة من الأحداث , وعدم إضاعة الوقت بالتأثر.
هناك عموما , رد فعل نموذجي تجاه الإنتقاد , نشعر بأننا لسنا على ما يرام وقلقون , وتحمر وجوهنا , ونحس بالشلل , ثم , حين نخرج من حالة الذهول , ننكر الإنتقاد الموجه إلينا بشكل آلي , ونرد الإنتقاد بدورنا : أكان الإنتقاد الموجه صوابا أم خطأ , فإن رد الفعل الدفاعي هو نفسه , وهو مناقض للسلوك التوكيدي .
لكن التساؤل الذي يطرح نفسه , هو : هم نريد الدفاع ؟ نود الدفاع عموما عن الصورة التي كوناها عن أنفسنا , أو تلك التي كونها الآخرون عنا , نود أن تبقى هذه الصورة بمنأى عن التشويه , فتقبلنا لواغه ارتكاب خطأ ما , أو اعتقاد الآخرين أننا لسنا كاملين , يشوه هذه الصورة , الأمر الذي يبدو لنا بمثابة كارثة , إذ قحأة لا شئ سوى ذلك يبدو هاما بالنسبة إلينا , بحيث ننسى كل ما نحمله من إيجابية , أو ما قد يراه الآخرون أيجابيا عندنا , لذا , ينغي تغيير طريقة تفكيرنا بالنسبة إلى الأخطاؤ التي نرتكبها كي نتمكن من القيام بسلوك توكيدي : أي علينا تغيير حواراتنا الداخلية تبعا للمبادئ الثلاثة التالية , كما يقول لازاروس وفاي (1979) :
1- رفض أية فكرة أنه علينا أن نكون محبوبين دائما , ومن قبل الجميع فخسارة صديق ما سبب صداقتنا , تعني أن ما كان بيننا لم يكن صداقة خقيقية , فضلا عن ذلك , سننتهي بفقدان تقديرنا لأنفسنا إذا ما حاولنا أن نكون محبوبين من قبل الجميع , وإن لم نقدر أنفسنا فكيف نأمل بحب الآخرين.
2- من الضروري اعتبار أن ارتكاب الأخطاء هو السبيل الأمثل للتعلم فمن أخطائنا نتعلم , إذ أن عدم المخاطرة في هذا المضمار يعمي عدم التطور . من الضروري , إذا , معرفة الإصغاء إلى من ينتقدنا , كي نتمكن بعد ذلك من إتخاذ قرار التغيير أم لا.
3- ومن الضروري أيضا , أعتبار أنه من المستحيل أن يكون الإنسان إيجابيا في كل شئ , وفي كافة الأوقات , فإن استطعنا قول (لست فادرا على تحقيق هذا الشئ بشكل تام) فسيتم تقييمنا لصدقنأ أكثر بكثير مما لو حاولنا إخفاء أخطائنا ومحدودية قدراتنا .
لفد تعلمنا للأسف , الإحساس غالبا بالذنب والقلق لدى إرتكاب الأخطاء , ومن ثم إتخاذ موقف الدفاع عن النفس ومواجهة من ينتقدنا . والإنتقادات تأخذ , عموما ثلاثة أشكال : إنتقادات خاطئة تماما , إنتقادات صائبة ومعقولة , وهي غالبا عبارة عم ملاحظات , انتقادات غامضة تشتمل على جزء من الواقع , هذا النمط الأخير من الإنتقادات هو الذي يخلق أكبر درجة من القلق ومن الصراعات الشخصية .
تجدر الإشارة إلى وجوب التمييز بين الإنتقادات الهادفة إلى المساعدة , وتلك الموجهة , على العكس إلى جرح شعور الآخر , إذ يختلف نمط الإجابة عن كل منها , لكن يمكن القول بوجود إجراء عام للإجابة عن الإنتقادات :
أ- الإصغاء إلى الإنتقاد بانتباه كبير , الإنتباه جيدا إلى مكوناته غير اللفظية , البقاء في وضع حيادي قدر الإمكان و الإصغاء إلى الأسباب المبررة عند الآخر لتوجيه انتقاده والنظر إلى الآخر بشكل مباشر .
ب- تكرار محتوى الإنتقاد للتحقق من فهمه , ثم عند الحاجة , القيام بتحديد دقيق لما يقوله الآخر والتركيز خصوصا على ما عبر عنه الآخر , وليس على التأويل الشخصي (التكهن) , وقد يكون من المفيد مساعدة الاخر على تحديد إنتقاده.
ت- تجنب الظهور بمظهر العدائي , أو المعتمد على السخرية (جعل الآخر يبدو سخيفا) وتجنب القليل أو المبالغة أو التسفيه لما يقال , والإجابة عما يقوله الآخر , وليس عما نفكر في أنه يود قوله.
ث- عدم القيام بهجوم مضاد , وفي حال كان لدينا إنتقاد , بدورنا , يجب الإنتظار والتأكد من كوننا كمنتقد ومُنتقد قد فهمنا الإنتقاد جيدا , نحن الإثنين , وأن التواصل الجيد بيننا بخصوصه ممكن.
ج- تجدر الإشارة هنا إلى أن رد فعلنا يكون إنفعالي الطابع حين نتقبل إنتقاد معين , الأمر الذي يجعل مسألة تطبيق طريقة تقبل الإنتقاد صعبة , من المفضل , إذا أن يتم ضبط الإنفعال في الدرجة الأولى (باستخدام تقنية الإسترخاء السريع التي تم التطرق إليها سابقا) , مع تحليل وضع الآخر (أي تبين ما هو على حق فيه , وما ليس على حق) ومن المهم أيضا ممارسة هذا الإجراء العام , في الخيال أو مع شخص آخر , يمكنك في هذا الإطار تسجيل محادثتك , ثم تحليل ما إذا كنت قد احترمت نختلف نقاط الإجراء .