بلغ معدل التضخم الشهري في شيلي في ابريل 1974 حوالي 745% شهريا. وقد ساعد الانقلاب الذي جلب الجنرال اوجستو بينوشيه برعاية الولايات المتحدة في التغلب على المشكلة، حيث تم بيع الشركات المملوكة للحكومة وتم استبدال العملة الشيلية ببيزو جديد، وأخذ معدل التضخم في التراجع.
2. الأرجنتين في الثمانينيات
بلغ معدل التضخم السنوي في الارجنتين 12000% في عام 1989، وهو ما أدى الى تراجع قيمة البيزو الارجنتيني بصورة كبيرة، حيث بلغت قيمة البيزو الواحد في 1992 ما يعادل 100مليار بيزو من ذلك الذي كان يتم تداوله في 1983. وقد نشأ التضخم في الارجنتين بسبب توقف عمليات الاستدانة الخارجية وهو ما دفع بالحكومة الى تخفيض قيمة العملة للتعامل مع العجز في ميزان مدفوعاتها. وقد تم التغلب على المشكلة من خلال برنامج للاستقرار الاقتصادي تم تنفيذه في الارجنتين، وهو ما أدى الى تراجع معدلات التضخم.
3. نيكاراجوا 1987-1990
بلغ معدل التضخم السنوي في نيكاراجوا 1987 30000%، وازاء هذا التضخم الجامح اضطرت الحكومة الى اصدار العملة بفئات عالية جدا، بلغت 100 مليون كوردوباس (اسم العملة) للورقة الواحدة. وقد نشأ التضخم بسبب الحرب الاهلية وتراجع الصادرات الزراعية للولايات المتحدة وقيام الولايات المتحدة بفرض حصار على نيكاراجوا. بعد انتهاء الصراع المسلح، تم ادخال اصلاحات اقتصادية بواسطة فيوليتا شامورو بعد انتخابات 1990، وهو ما أدى الى جذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية وايضا تقديم الدعم من الولايات المتحدة، الامر الذي ساعد على انتهاء التضخم الجامح.
4. بوليفيا 1984-1985
بلغ معدل التضخم السنوي في اغسطس 1985 في بوليفيا 60000%، ولم يكن التضخم الجامح في بوليفيا بسبب الحرب، وانما بسبب الاوضاع السياسية غير المستقرة والتي ادت الى انهيار صناعات التصدير في الدولة وارتفاع الديون الخارجية لبوليفيا، الأمر الذي دفع بالحكومة الى طباعة المزيد من النقود، وقد قامت حكومة الرئيس فيكتور باز ايسونورو بتغييرات في السياستين المالية والنقدية ووقف عمليات الطباعة للنقود الجديدة، وتوسيع نطاق الضرائب ورفع مستويات الأسعار للسلع التي يتم تقديمها من خلال القطاع العام، الامر الذي أدى الى التخلص من التضخم الجامح.
5. الصين 1948-1949
بلغ أعلى معدل للتضخم الشهري في الصين في مايو 1949 حيث بلغ 2178% شهريا، أي ما يعادل معدل تضخم يومي يساوي 11% وقد بلغت القيمة الاسمية لأكبر ورقة نقدية تمت طباعتها 6 مليار يوان. وقد نشأ التضخم نتيجة قيام الحكومة بطباعة النقود لتمويل الحرب، وهو ما أدى الى تراجع قيمة اليوان على نحو خطير. في عام 1955 قامت الحكومة بتبني الرنمينبي كعملة جديدة، وبدأ التضخم في التراجع نتيجة لذلك، وقد بلغ معدل التبادل بين العملة الجديدة والعملة القديمة 1 رنمينبي لكل 10000 من العملة القديمة.
6. اليونان 1943-1946
بلغ اقصى معدل شهري للتضخم في اليونان في اكتوبر 1944، حيث بلغ معدل التضخم 13800% شهريا، وهو ما يعني أن معدل التضخم اليومي يبلغ 20.9%. نشأ التضخم الجامح في اليونان بسبب قيام الحكومة بتغطية نفقاتها من خلال طبع النقود بدلا من فرض الضرائب على المواطنين. وقد ترتب على الاحتلال الايطالي الألماني لليونان تدمير الاقتصاد اليوناني وهو ما أدى الى فقدان الثقة في العملة اليونانية، الأمر الذي دفع البنك المركزي الى اصدار عملات ذهبية بدلا من الورقية، مما ساعد على تقليل الطلب على النقود. في عام 1953 انضمت اليونان الى اتفاقية البريتون وودز ومن ثم تم تثبت قيمة العملة بالنسبة للدولار الامريكي، وانتهى التضخم.
7. ألمانيا 1921-1923
بلغ معدل التضخم الشهري في اكتوبر 1923 حوالي 29500% شهريا، وقد ترتب على ذلك تراجع معدل صرف المارك الالماني على نحو كبير، ففي ديسمبر 1923 بلغ معدل الصرف 2 تريليون مارك لكل دولار امريكي. ومن المفارقات المثيرة للدهشة هي أنه في هذه الفترة لجأت الأسر الألمانية لحرق الأوراق النقدية في المدفأة بدلا من الفحم للتدفئة، على أساس أن التدفئة من خلال حرق النقود كان ارخص من شراء الفحم (كما توضح الصورة التالية) واستخدامه في التدفئة. ويعزى التضخم الى قيام الحكومة الالمانية بتمويل ديونها من خلال الاقتراض من السلطات النقدية (طبع النقود) بدلا من فرض الضرائب على المواطنين، وقد قامت الحكومة الالمانية بعد ذلك بإنشاء بنك مركزي مستقل وادخلت عملة جديدة (الرنتنمارك) الذي يمكن تحويله الى سند ذو قيمة ذهبية، وتراجع التضخم نتيجة لذلك.
شاهد الصورة إمرأة المانية تقوم بحرق النقود في المدفأة بدلاً من الفحم
هذه الحالة هي أكبر حالات التضخم الجامح المسجلة في العالم في التاريخ الحديث حيث بلغ معدل التضخم الشهري في عام 1946 ما يعادل 4.19×10(مرفوعة الى اس 16) أو ما يعادل 207% يوميا، وقد كان اكبر قيمة اسمية لوحدة النقود التي تم اصدارها هو 100 كوينتيليون، وهي أعلى قيمة لعملة من الناحية الاسمية تم اصدارها في التاريخ. وللتغلب على الوضع تم اصدار عملة جديدة (ادوبينجوي) وكان معدل التحويل بين العملتين الجديدة والقديمة هو وحدة من العملة الجديدة تعادل (2×10(مرفوعة الى اس 21)، وهو ما كان يعني ان العملة القديمة لم يكن لها قيمة، لدرجة انها كانت تلقى في الشارع دون أن تجد من يلتقطها لأن التقاطها يعني جمع المزيد من القمامة من الشارع الى المنزل، لدرجة ان عمال القمامة كانوا يكنسون هذه العملة من بين ما يكنسون من قمامة في الشارع (وفي الصورة عامل قمامة يقوم بكنس البينجوي في الشارع بعد استبداله بالعملة الجديدة). ويرجع التضخم في المجر الى الحرب العالمية الثانية. عندما تسلمت حكومة جديدة زمام الامور في البلاد في 1946 تم اصدار عملة جديدة وهي الفروينت وتم تثبيت نظام الائتمان وتراجع معدل التضخم.
رجل مجري يكنس النقود بعد استبدال العملة القديمة بعملة جديدة