عرف آلاف من المصريين محمد عليان (60 عاماً) الملقب بـ«أبو الثوار»، كونه أحد قلائل المرابطين في ميدان التحرير في كل شدة أو أزمة تحدث في مصر، متحديا البرد والمطر وقنابل الغاز والمولوتوف والرصاص الحي والخرطوش والقتل الممنهج الذي يصطاد رجال الميدان، والفوضى والعشوائية التي ضربت المكان.
لهذه الأسباب، كان القبض على أبو الثوار خلال محاولة قوات الأمن فض الاعتصام في الميدان قبل يومين بتهمتي «مقاومة السلطات» و«الاتلاف العمدي للممتلكات العامة والخاصة»، وكذلك تسوية خيمته الشهيرة في الميدان والمعروفة بالصور واللافــتات التي تتبع كل مراحل الثورة، خبراً قاسياً على كل من يحــبون الرجــل والميدان والثورة، وكل من يجدونه خيراً معبراً عن مصر وأهلها.
ولهذه الأسباب أيضاً، انقلب الميدان مجددا أمس إلى كتلة من الفرح والابتهاج بعدما عاد إليهم عليان مباشرة بعد الإفراج عنه بكفالة قدرها ألف جنيه (150 دولارا) جمعها له محبّوه.
هكذا كان «أبو الثوار» الصامت دائماً يكتب بخط يده لافتات ضد «حكم العسكر»، مطالبا بتطهير القضاء، ومحاربة الفلول، و كتب الرجل ضد الرئيس محمد مرسي وجماعته
حينها، وقف «أبو الثوار» شامخا وهو يحمل لافتة مكتوب عليها