الكل شهد فصلا مؤلما للغاية من فصول قصة مبكية نقلتها إذاعة جدة، عبر برنامجها "لست وحدك" لفتاة من بنات هذا البلد الذي تجتمع فيه كل متناقضات العالم مما يعجز العقل البشري عن استعيابها وفهمها:hawamer3612
ومما يجب ألا يغيب عن الأذهان أن " مها العتيبي" - هذا إن كان اسمها حقيقيا وليس مستعارا - ليست نسيج وحدها بل هي واحدة من ألوف وربما مئات الألوف من نتاج تلك المتناقضات الصارخة في هذا البلد الغريب !!
.. لا وظيفة تقتات منها ولا عائل مليئ ينفق عليها وتعيش في عائلة فقيرة ولا يصرف لها من قبل الدولة التي تدخل خزينتها سنويا ما يفوق التريليون من الريالات :hawamer3612 كيف سيكون
الأول / أن تهدري ما تبقى من كرامتك ( إن كان بقي منها شيء !!) وتريقي ما تبقى من ماء وجهك وتجعلي البعيد والقريب يطلع على مأساتك للحصول على أدنى حقوقك وتفعلي كما فعلت مها في برنامج " لست وحدك" أو كما يفعل غيرك وباستمرار على موقع كموقع " سبق" الإخباري ... :hawamer1912
حل قاتل ومميت ولاسيما وقد تحجرت قلوب الناس أو أكثرهم !! ولكن لا بد منه في حال تعذر الحلان الثاني والثالث
أن تبيعي شرفك للحصول على المال والعياذ بالله كي تنفقي على نفسك ومن تعولين وأخشى ما أخشاه أن يكون هدف من أفقرك عمدا هو إلجائك لهذا الطريق المروع
الحل الثالث/ بعد استبعاد الحلين الأول والثاني لأن الأول قاتل والثاني مهلك فلا حل إلا أن تعملي بقوله تعالى ( وهو الذي خلقك وقدر عليك ما أنت فيه وهو أرحم بك من نفسك فأحسني الظن به واصبري وقاومي وقوي يقينك به عز وجل ) ...
خاتمة / روى ابن الجوزي في "مناقب عمر" وأبو نُعيم في "حلية الأولياء" عن الأوزاعي: "أن عمر - رضي الله عنه - خرج في سواد الليل فرآه طلحة4 رضي الله عنه فذهب عمر فدخل بيتاً ثم دخل بيتاً آخر، فلما أصبح طلحة ذهب إلى ذلك البيت فإذا بعجوز عمياء مقعدة، فقال لها ما بال هذا الرجل يأتيك؟ "، قالت: "إنه يتعاهدني منذ كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى" , فقال طلحة: "ثكلتك أمك عثرات عمر تتبع".
وأخرج ابن سعد في الطبقات عن نافع عن ابن عمر قال: قدمت رفقة من التجار ونزلوا المصلى فقال عمر لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: "هل لك أن نحرسهم الليلة من السَّرْقِ؟ "، فباتا يحرسانهم ويصليان ما كتب لهما، فسمع عمر بكاء صبي فتوجه نحوه، فقال لأمه: "اتقي الله وأحسني إلى صبيك"، ثم عاد إلى مكانه، فلما كان من آخر الليل سمع بكاءه، فأتى أمه فقال: "ويحك، إني لأراكِ أم سوء، مالي أري ابنك لا يقرّ منذ الليلة؟ "، قالت: "يا عبد الله قد أبرمتني منذ الليلة، إني
أريغه عن الفطام (أي أريده أن ينفطم ) فيأبى"، قال: "ولِمَ؟ "، قالت: "لأن عمر لا يفرِض إلا للفطمِ"، قال: "وكم له؟ "، قالت: "كذا وكذ شهراً"، قال: "ويحك لا تعجليه"، فصلى الفجر وما يستبين الناس قراءته من غلبة البكاء، لما سلم قال: "يا بؤساً لعمر كم قتل من أولاد المسلمين؟ "، ثم أمر منادياً فنادى: "أن لا تعجلوا صبيانكم عن الفطام فإنا نفرض لكل مولود في الإسلام". وكتب بذلك إلى الآفاق، أن يفرض لكل مولود في الإسلام".
وأخرج الإمام أحمد في فضائل الصحابة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: "خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى حرة واقم حتى إذا كنا بصرار، إذا نار قال: "يا أسلم إني أرى ها هنا ركباً قصر بهم4، الليل والبرد، انطلق بنا". فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا بامرأة معها صبيان صغار، وقدر منصوبة على نار، وصبيانها يتضاغون ، فقال عمر: "السلام عليكم يا أصحاب الضوء"، - وكره أن يقول: يا أصحاب النار - فقالت: "وعليكم السلام"، فقال: "أدنو؟ "، فقالت: "ادن بخير أو ادع"، فدنا منها، فقال: "ما بالكم؟ "، قالت: "قصر بنا الليل والبرد"، قال: "وما بال هؤلاء الصبية يتضاغون؟ "، قالت: "الجوع"، قال: "وأي شيء في هذه القدر؟ "، قالت: "ماء أُسَكِّتهم به حتى يناموا، والله بيننا وبين عمر"، قال: "أي رحمك الله، وما يدري عمر بكم! "، قالت: "يتولى أمرنا ثم يغفل عنا"، قال: فأقبل علي، فقال: "انطلق بنا"، فخرجنا نهرول حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلاً من دقيق وكُبة من شحم، فقال: "احمله عليّ"، فقلت: أنا أحمله عنك، فقال: "أنت تحمل وزري يوم القيامة، لا أم لك! "، فحملته عليه، فانطلق وانطلقت معه إليها نهرول، فألقى ذلك عندها، وأخرج من الدقيق شيئاً، فجعل يقول لها: "ذُرّي عليّ، وأنا أحرّك لك"، وجعل ينفخ تحت القدر ثم أنزلها، فقال: "ابغني شيئاً"، فأتته بصحفة فأفرغها فيها، فجعل يقول لها: "أطعميهم، وأنا أسطّح لهم".
فلم يزل حتى شبعوا وترك عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه، فجعلت تقول: "جزاك الله خيراً كنت بهذا الأمر أولى من أمير المؤمنين"، فيقُولُ: "قولي خيراً، وإذا جئت أمير المؤمنين وجدتيني هناك إن شاء الله". ثم تنحى ناحية عنها ثم استقبلها فربض مربضاً، فقلت: ألك شأن غير هذا؟ فلا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ثم ناموا وهدءوا، فقال: "يا أسلم إن الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت أن لا أنصرف حتى أرى ما رأيت" . وقد نظم الشاعر المصري محمد نجيب الغرابلي رحمه الله هذه القصة شعرا حيث قال : كنتُ ليلاً مع أميرِ المؤمنين .:. عمرَ الفاروقِ ذي القدرِ المكين صاحبُ الدُّرَّةِ ثاني الراشدين .:. مَنْ به اللهُ أعزَّ المسلمين فـقـضـوا حتّى أذلّوا المشركين و إذا نارٌ أضاءتْ سَحَراً .:. قالَ يا أسلَمُ قُمْ ماذا أرى عَـلَّـهُم رَكْبٌ يريدون الـقِرى .:. فَـخَـرجنا و هو كالسهمِ انبرى و دنوْنا مِنْ خِباءِ المُصْطَلينَ فإذا بامراءةٍ قد نَصَبَتْ .:. قِدْرَها بينَ عِيالٍ أعْـوَلَت ثمَّ حَـيَـيْـنا فردّتْ و استوت .:. قالَ هل أندنو ، فقالت إن أردت فَـبِـخَـيْـرٍ أو دَع القلبَ الحزين قال : ما بالُ العِيالِ تَصرُخُ .:. قالت : الجوع ، و إني أنفخُ أوهمُ الـصِّـبْـيَـةَ أني أطبخُ .:. عَـلَّـهُم مِنْ بعدِ ذا أن يَفْرحوا و يناموا حوْلَ قِدْري جـائعين يا لِـنارٍ أظلمت في الأضلعِ .:. أحرقتْْ قلبي و أجرتْ مَدمعي بيننا اللهُ و بينَ الأصلعِ .:. ها أنا مِنْ فرطِ جوعي لا أعي بينَ نوْحٍ و صياحٍ و أنـيـن قالَ : يا أماهُ مَنْ أدرى عمر .:. بكِ ، قالت : هذا أدهى و أَمَر مَنْ تولَى أمْرَنا لا يَسْتَقِر .:. يَـنْـبَـري للـنـاسِ في قَـرٍّ و حَـر يَـسْـمَـعُ الـشـاكي و يُـؤوي الـبـائـسـيـن ويْلَ عَمْري كيفَ يرعى و ينام .:. ليسَ هذا مِنْ قوانينِ الأنام مَـنْ سها عَنْ نوقِهِ جُنْحَ الظلام .:. يتولّى رَعْيَها راعي الحِمَـام إنما هذا جزاءُ الـغـافـلـين و لقدْ أصغى لها مِنْ غيرِ ضيق .:. و هو بالإصغاءِ للشكوى خَـلِـيق و مضى بي ذلكَ الشيخُ الرَّفيق .:. يُسْرِعُ الخَطْوَ إلى دارِ الدقيق و أتى منها بـدُهْـنٍ و طَـحـيـن ثمَّ قالَ : احملْ عليَّ ، قلتُ : وَيْ .:. بلْ أنا أحملُ ، قال : احملْ عَلَيْ قلتُ : عفواً ! ، قال : هل منكم فَـتِـي .:. يَـحْـمِـلُ الأوزارَ عنّي يـا أُخَـي يومَ يُـؤتى بي لربِّ الـعـالمـين ؟! و سرى الـفـاروقُ خوْفَ الـنِّـقْـمَـة .:. في الـدُّجى يَـحْـمِـلُ قوتَ الـصِّـبْـيَـة و هو ممّنْ بُـشِّروا بالـجَـنَّـةِ .:. لا يرى في حملِهِ مِـنْ حِـطَّـةِ بل قياماً بحقوقِ المسلمين فَـمـضـى بي نحوَ الصـغـار .:. فـأتيْناهم و هم في الإنتظار و لِـفَـرْطِ الجوعِ بينَ الجَـنْـبِ نار .:. في استعارٍ ما لهم منها من قرار و رأوْنـا فاشرأبّوا قـائـمـين قالت الأمُّ : اصبروا قد جاءنا .:. ذلكَ الشيخُ بما فيه المُـنَــا و لقد يَـسَّـرَهُ اللهُ لنا .:. و الأميرُ غـافـلٌ عَـنْ حَـقِّـنـا في كتابِ اللهِ بالـنَّـصْـرِ المُـبــين فدنى منها برفقٍ و ابتسام .:. و دموعُ العينِ منها في انسجام قال : قومي هَـيِّـئـي هذا الطعام .:. معـنا ، إن اليتامى لا تنام إذ طوى ، و اللهُ خيرُ الرازقـين رحمَ اللهُ أبا حفصٍ عمر .:. و سقى بُـقْـعَـتَـهُ صوبَ المطر فلقد أبصرتُ أسلاكَ الـشَّـرَر .:. تَـلـفَـحُ اللّحيةَ منه بالـسَّـحَـر و هو مُـهْـَـمٌ بإنضاج العجــين قالت الأمُّ و قد رُمْـنا القيام .:. و تركْـنـا عندها فَـضْـلَ الـطـعام : يا رعاكَ اللهُ يـا الظلام .:. تَـحْـمِـلُ الأقواتَ للـغَـرثى الـصِّـيـام أنت أولى مِـنْ أميرِ المؤمنــين قال : أيْ يرحمُكِ اللهُ اعدِلي .:. و اذكري خيراً و لا تستعجلي فإذا جِـئْـتِ الأميرَ فادخلي .:. تجديني قاعداً في المنزل و عَـلَـيَّ الجِـدُّ فيما تطـلبــين و تـنـحّـى عنهمُ مُـسْـتَـِـرا .:. رابطَ مَـرْبَـطَ أسادِ الشَّرى و أنـا أطلبُ تعجيلُ السُّرى .:. فإذا هو مُـقْـبِـلٌ مُـسْـتَـبْـشرا شـاكراً للهِ ربِّ الـعـالمـين قال : يـا أَسْـلَـمُ قد أسهرهم .:. قارصُ الجوعِ بل اسْـتَـعْـبَـرَهُم و لذا أحببتُ أن أبصرهم .:. في سرور ، و كذا غادَرهم فلقد ناموا جميعاً باسمــين