ما وراء تجريم جبهة النصرة ؟؟؟!!
منذ أن بدأ الكفاح المسلح في الثورة السورية ظهرت جبهة النصرة وظهرت معها أصابع الاتهام بأنها قاعدة أو امتداد لتنظيم القاعدة من جهة ، ومن جهة أخرى اتهامها بأنها تمثيلية من صناعة المخابرات السورية وإخراج البعثي العراقي مشعان الجبوري.
والتهمتان تهدفان إلى نزع ثقة المجاهدين والثوار بهذا التشكيل الذي أبدى بطولات فذة وقدرات عالية على تنفيذ عمليات نوعية بأبسط أساليب القتال وأصعبها على الإنسان وهي الإقدام والتضحية بالنفس.
وحين كثرت عمليات الجيش الحر أبدت الجبهة بطولات فريدة وأنجزت خلال أيام ما لم ينجزه غيرهم في أشهر. وبدأت عصابة الأسد تترنح أمام ضربات الجيش الحر عموما، وتحرر عدد من المدن وحمي الوطيس في دمشق وحلب أكبر المدن السورية.
كانت أمريكا والغرب خلال سنتين يبحثون عن حل للأسد فحاولوا استقطاب المعارضة وترويضها وتركيبها في قالب مصالح الغرب وأولها حماية إسرائيل، ولكن المعارضة الخارجية كانت تحت خطر سحب الثقة من قبل ثوار الداخل الذين استلموا دفة القيادة شاءت المعارضة الخارجية أم أبت. ولم تفلح العصا الروسية الإيرانية بمباركة الغرب والشرق في وقف الثورة، وبدأت ساعة الصفر تقترب وبدأت لحظة السقوط تدنو، فسارع الغرب لإنقاذ حامي إسرائيل باستيعاب جهة من المعارضة الخارجية بالاعتراف بها من قبل دولة أو دولتين لا تمتلكان القرار الدولي وإن كانتا دائما في واجهة القرار الأمريكي كنوع من الشرعية الدولية، وفي الوقت نفسه كشفت أمريكا الورقة المقلوبة وسارعت إلى تجريم جبهة النصرة واتهامها بأنها تنظيم إرهابي في الوقت الذي بدأ الشعب السوري يتعاطف مع الجبهة وبدأ المجاهدون ينضمون إلى صفوفها أو يتعاونون معها في العمليات العسكرية!
ويأتي هذا القرار تمهيدا لخطوات قادمة تبدأ من هذا القرار وتكشف الغاية من ورائه وهي:
1- إبعاد من يمكن إبعادهم عن هذه الجبهة التي قصمت ظهر الأسد بضرباتها الموجعة.
2- التدخل السريع لإنقاذ مصالح الغرب وإسرائيل بتقليص الحراك الجهادي في سورية والذي ينذر بالخطر لأنه رفع شعارات إسلامية ولأن تحرير بيت المقدس من أولويات المسلمين.
3- التدخل العسكري لإنهاء الأزمة السورية وفرض الأجندة الجاهزة بترتيب مع عناصر من المعارضة الخارجية والأطراف الدولية في ظل الاتفاقيات التي تتم تحت الطاولة.
5- توجيه ضربات قوية لجبهة النصرة أثناء التدخل العسكري باعتبارها مصنفة عندهم تنظيما إرهابيا.
6- استخدام الإعلام المسرب في التخويف من تحويل سورية إلى أفغانستان جديدة مما يسهم في إرضاخ الشعب للقبول بالأجندة المطروحة.
7- كل تشكيل من الجيش الحر يرفض الرضوخ للعرض الأمريكي يتهم بأنه جزء من جبهة النصرة وتوجه إليه ضربات قاصمة وتطارد فلوله وتغتال قياداته.
وهنا يجب أن نعي واقعنا بدقة ونضع في أذهاننا النقاط التالية:
1- الغرب عموما وأمريكا خاصة لن يتدخلوا نصرة لحق أو لهدف إنساني فأمريكا هي التي قتلت إخواننا في أفغانستان والعراق وفلسطين، ولا تتدخل إلا لمصالح خاصة.
2- لو علمت أمريكا أن الأسد قادر على إنقاذ نفسه لما تدخلت بأي شكل من الأشكال واكتفت بقرارات تجميد الأرصدة وإيقاف تصدير الكافيار لسورية.
3- جبهة النصرة إحدى تشكيلات الجيش الحر وهو مكون من أبنائنا وإخواننا المجاهدين الذين هبوا بعزم وإصرار لحماية الشعب وتحرير سورية وقاموا بأعمال بطولية نادرة ووجهوا ضربات قاسية لعصابة الأسد، ولم تنشأ الجبهة خارج سورية وليس لها علاقة بأي تنظيمات خارجية، وهم بريئون من كل ما يحاول اتهامهم به أعداؤنا لتشويه سمعتهم لغايات في نفوسهم.
4- وجود مجاهدين عرب أو مسلمين في صفوف الجيش الحر لا يعني انتماءهم لتنظيمات خارجية، وإنما هم مسلمون غيورون هبوا لنصرة إخوانهم في سورية باعتبار الجهاد ذروة سنام الإسلام فجاؤوا للدفاع عن إخوانهم في الدين والذود عن أعراضهم وحرماتهم كما ذهب أبناؤنا وإخواننا من قبل إلى العراق وجاهدوا في سبيل الله.
5- عصابة الأسد أصبحت على شفير الهاوية وقد أوصلها لذلك جيشنا الحر وأثبت أنه قادر على المضي في هذه المعركة إلى نهايتها التي أصبحت وشيكة، وأعداده تتزايد بالانشقاقات العسكرية والتي تزيد من قوته وتضعف عصابة الأسد في آن واحد.
6- التدخل الغربي في هذه المرحلة هو محاولة إنقاذ إسرائيل من الخطر القادم المتمثل بالجيش الحر العقائدي، وفرض خطط سياسية على الحكومة الوطنية الجديدة والمشاركة في اقتسام وتوزيع تركة الأسد من امتيازات وغيرها تضمن مصالحها في المنطقة، والظهور كمنقذ للشعب السوري.
7- الشعب السوري استطاع الصمود سنتين توسعت خلالهما رقعة الثورة وتضاعف عدد عناصرها وعتادهم وأفقدوا عصابة الأسد سيطرتها على الأرض في عدد من المدن والمناطق وتعرضوا لمجازر جماعية إضافة للتنكيل والتجويع أمام سمع الغرب وبصره، ولم يتحرك إلا بعد أن أصبح النصر على الأبواب.
ونقول لأمريكا وللغرب: حليفكم هزم في المعركة التي خاضها ضد شعبه فلا تمثلوا علينا. وقد بقيتم بعيدين من بداية الثورة على مدى عامين، ولسنا بحاجة لتدخلكم فاستريحوا في أماكنكم فنحن قادرون على مداواة جراحنا وتحرير بلدنا. فإن أبت نخوتكم إلا مساندتنا فاسمحوا للعرب والمسلمين بتسليح الجيش الحر وكفوا بلاءكم عنا فلسنا بحاجة لدعمكم الذي سيكون ثمنه باهضا من دمائنا ودمار بلدنا وعلى حساب مستقبل أمتنا.....
المصدر : خالد أبو صلاح عن مقالة لمصطفى الزايد عضو في التجمع الشعبي الحر ....