فقال
الإمام النابلسي:
- ما قلت هكذا !! ففرح القائد الفاطمي، وظن أن
الإمام سيرجع عن قوله. ثم سأله بعد برهة: - فكيف قلت؟
قال
الإمام النابلسي بقوة وحزم:
- قلت: إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضاً !!!
فسأله المعز بدهشة: - ولم ذلك؟!!
فرد
الإمام النابلسي بنفس القوة:
- لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا. وفي اليوم الثالث، أمر جزارا يهودياً – بعد رفض الجزارين المسلمين – بسلخه ، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه ، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ وأخذته رقة عليه ، فوكز السكين في موضع القلب، فقضى عليه ، وحشي جلده تبناً، وصُلب. وقتل
النابلسي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة من الهجرة.
رحمه اليهودي ولم يرحمه الرافضة الأنجاس هي حياة السنة بعلماء أهلها والقائمين بنصرة الدين، لا يخافون غير الله!!
إنه عالم من علماء الحديث. فهو يعلم أنه يحمل علما أفضل من أي شيء في الدنيا !! لقد سجنه الفاطميون وصلبوه على السنة. ومن مظاهر ثباته : إنه لما أُدخل مصر، قال له بعض الأشراف ممن يعانده: - الحمد لله على سلامتك! فقال: - الحمد لله على سلامة ديني وسلامة دنياك!!!
كذلك فلم يكن يردد وهو يُسلخ إلا الآية الكريمة: ﴿
كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ﴾ ] الإسراء: 58 [ .
لما سُلخ كان يُسمع من جسده قراءة القرآن. وذكر ابن الشعشاع المصري إنه رآه في النوم بعدما قُتل ، وهو في أحسن هيئة. قال : فقلت : ما فعل الله بك ؟ قال :