منذ ثلاثة عقود تقريباً ، كانت الحياة بسيطة جداً ، لا مصاريف معيشية مرهقة ، ولا فواتير خدمية مؤلمة ، ولا تنافس في المأكل والمشرب والملبس ، كانت المصاريف على الأب مقتصرة عل توفير الطعام الذي كان مقتصراً على توفير الطعام من الدقيق والأرز والخبز واللحم حيث لا دجاج مجمد حينها ، ومواد غذائية أخرى بسيطة ، إضافة إلى توفير كسوة الشتاء والصيف والأعياد ، وكان رب الأسرة مهما كان دخلة قادراً على تأمين حياة مستقرة لأسرته ، وربما توفير بعضاً من دخله للطواريء . لكن مع التطور السريع والمذهل الذي شهده العالم وخلال مدة وجيزة ، كان المجتمع السعودي لزاماً أن يتواكب مع هذا التطور ، وهذا العصر عصر التقنية والمعلوماتية ، هذا العصر الذي صعبت فيه الحياة ، وزادت معه التكاليف والمصروفات ، حيث أصبحت الحياة ليست مقتصرة على الأكل والشرب واللبس فقط ، وإنما تخطاه إلى مصاريف أخرى كبيرة أخرى ، مثل توفير السيارة لكل فرد من أبناء الأسرة ، وجهاز اتصال من التقنية الحديثة ، حتى الأطفال أصبح لهم الحق في هذه التقنية قدوة بغيرهم ، وطبعاً الضحية الأب أو عائل الأسرة من أم أو ابن الذي يجب أن يوفر لأسرته ما يرغبون ، فهو يعيش في عصر لا يرحم !.. حتى الطعام الذي كان مقتصراً على الدقيق والخبز ، أصبحت معظم الأسر تعتمد في معظم وجباتها على المطاعم ، التي انتشرت في معظم الشوارع لتغطية متطلبات الأسر ، وطبعاً هذا يقع على كاهل الأب أو العائل المسكين الذي يجب أن يجاري هذا العصر ، الذي مهما كان دخله الشهري فإنه لن يغطي تلك تكاليف حياة اليوم ، ليضطر إلى الاستدانة والقروض ، و طبعاً البركة في البنوك التي استغلت هذه الثغرة وفتحت أبواب القروض على مصراعيها ، هذه الثغرة التي قدمت لها على طبق من ذهب ، لذا طبيعي جداً أن تكون معظم الأسر على باب الفقر ، وطبيعي جداً أيضاً أن يكون بعض أرباب الأسر خلف القضبان نتيجة للديون المتراكمة لتوفير متطلبات عصر التقنية والمعلوماتية .
لذا ورغم هذا التغير السريع ، ورغم هذا الارتفاع الرهيب في التكاليف المعيشية الذي تضاعف بنسبة 1000 % أو تزيد ، إلا أن دخل المواطن المسكين لا تتجاوز الزيادة في دخله الشهري منذ تلك الفترة سوى 30 % تقريباً ، حتى وإن كانت 100 % فإنها زيادة ضئيلة جداً مقارنة بنسبة ارتفاع التكاليف المعيشية ، إنها معادلة صعبة وغريبة جداً …فمتى يتم تدارك هذه المعادلة الصعبة . ودمتم ،،،،،