لسنا مجانين حتى نتصور، كما قال رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف، أن تسأل الهيئة عن كل أرض مشبكه، أولا لأن الشبوك بالدرابيل وحصرها يصعب على أعتى هيئة دولية للإحصاء، وثانيا لأن الشبوك ليست كلها سواء حين تُخرج الهيئة وسائل فحصها التي لا نعرفها إلى الآن. هناك شبوك لها مستندات ولها مشروعيه، كما أن المواطن يخطئ إذا تصور للحظة أن الهيئة تعمل وفق شعار: من أين لك هذا؟ لأنها قامت أساسا على شعار: (اللي عايزني يجيني أنا ما بروحش لشبك).!! وحتى (اللي يجيني) لابد أن يستأجر (وانيت) يحمل فيه أطنانا من الوثائق والأدلة حتى لا يقع تحت طائلة (البلاغ الكيدي) أو البلاغ الظني.. وبالتالي لن يأتي أحد وستبقى الهيئة ترسل لنا هذه الآيات والأحاديث على جوالاتنا وكأنها لا تعلم أننا كلنا (صالحون وفاسدون) نحفظها من أيام الابتدائية عن ظهر قلب. ولذلك، ضمن بيع الماء في حارة السقايين، قال الشريف إن الأراضي المشبكة أو الشبوك ليست كلها فسادا، وأنه إذا ورد أن مواطنا (كبيرا) أو صغيرا استولى أو شبك أرضا دون مستند أو مشروعية فستحقق الهيئة في ذلك.. وعليه، أي بناء على هذا التصريج، يمكننا إبلاغ البقر أنها يمكن أن تحج على قرونها، فهي أقرب إلى ذلك من دخول الهيئة على خط الشبوك الفاسدة والصالحة. ولا يبقى، تبعا لذلك، إلا الدعاء: اللهم افضح كل شبك ومزقه شر ممزق وأرنا الأرض التي يحوطها وقد وزعت على المواطنين الذي يسكنون شققا كئيبة وبيوتا متشققة يدفعون إيجاراتها اقتطاعا من قوت عيالهم وخلاقينهم.. اللهم إجعل لنا من كل شبك مخرجا إلى مدخل.. وارزقنا الستر والعافية