أبدت أسرة الجندي بالجيش الملكي في تبوك، خالد بن سعد المالكي، استغرابها حيال التكتم على معلومات وفاته إثر حادث مروري, من قبل إدارتي المرور ومستشفى الملك خالد، وعدم مخاطبة إدارته بعد تغيبه واختفائه, إلى أن كشف عن وفاته وبقاء جثته داخل المستشفى دون أن يتم إبلاغ أسرته في ظل توفر كافة المعلومات لديهم.
وبيّنت أسرة الجندي المالكي، أنها بذلت جهوداً للبحث عن ابنها وتوجهت للإدارات المعنية التي نفت أن يكون لديها معلومات عنه، فيما تقدمت أسرته بشكوى لدى إمارة منطقة تبوك للبحث في ذلك الإهمال الذي طال ابنهم الذي بقيَ جثمانه داخل المستشفى لأيام دون إبلاغهم, بل إنهم سارعوا في مخاطبة مركز الأعضاء من أجل التبرع بأعضاء ابنهم كونه مجهولاً بالنسبة لهم.
وكان الجندي خالد بن سعد المالكي "30 عاماً" والمنتسب لقطاع الجيش في منطقة تبوك, قد تغيب عن أسرته التي تسكن بمحافظة الطائف، حيث انقطعت اتصالاته بهم ابتداءً من يوم 25/ 3 / 1434هـ, وبعد ثلاثة أيام من اتصالات أسرته المتكررة بجواله لم يأتهم رد, ما دفعهم لبدء البحث عنه بعد إغلاق جواله, حينها بادروا بالاتصال بزملائه وأقاربهم في تبوك الذين كانوا قد راجعوا المستشفيات وأقسام الشرطة والمرور بعد أن تأكدوا من تغيبه عن عمله، دون جدوى في العثور عليه.
وقال والده لـ "سبق": "بحثنا عنه في مستشفى الملك خالد بتبوك أكثر من 4 مرات وأكدوا أنه غير موجود لديهم"، مشيراً إلى أنهم ركزوا على هذا المستشفى بعد موقف سابق ومشهود، حيث وقع لابنه المعني حادث مروري ووجدوه مصنفاً مع الأموات على الرغم من أنه على قيد الحياة، إلى أن تم نقله للمستشفى العسكري وتم علاجه ثم عاد لعمله من جديد ومارس حياته الطبيعية".
ولفت والد الجندي إلى أن البحث عن ابنه استمر، في وقت أخبرهم أحد زملائه أنه لاحظ مركبة ابنه من نوع فورد على طريق شرماء بالمنطقة, وقد بدا أنها مهملة وقد تعرضت لحادث مروري, حينها توجه بدوره لقوة أمن الطرق وسأل عن المركبة ووجودها بالطريق وأفادوه بأنها تعرضت لحادث مروري يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، وبدورهم سلموا مجريات الحادث لإدارة المرور بتبوك.
وأكد أن زميله، وهو من ضمن الباحثين، توجه على الفور لإدارة المرور وأفادوه بأنهم كانوا قد أغلقوا جواله حتى لا يردوا على الاتصالات التي كانت ترد بكثرة, في الوقت الذي كان والده قد أبلغ شرطة الطائف، مقر سكنه، عن غيابه.
وأشار إلى أن إدارة المرور بتبوك أخبرت زميله الباحث عن ابنه بأنهم سلموه لمستشفى الملك خالد, ما دفع بقية زملائه وأقاربه للتوجه نحو المستشفى للمرة الخامسة، وسألوهم تحديداً بالاسم قائلين: "هل هذا الشخص موجود لديكم", وكان ردهم "لا ليس موجوداً", حينها ذكروا لهم أن لديهم بعض المجهولين بالمستشفى وطلبوا منهم أن يقفوا لمعرفة إن كان من بينهم.
وبيّن أنهم لما وقفوا على المجهولين عثروا على جثة ابنه، في حين أكدت إدارة المستشفى أنه نقل لهم عن طريق الهلال الأحمر بعد دخوله في نزيف, ثم أجريت له عملية جراحية حتى دخل في وفاة دماغية, مشيرة إلى أن المرور لم يسلمهم أو يزودهم بأي معلومات عنه مطلقاً، في ظل تأكيد المرور مسبقاً بأنهم سلموه بخطاب رسمي.
الجندي خالد، كان قد توفي يوم الأربعاء الماضي, فيما تسلمت أسرته جثمانه وتم نقله عبر طائرة إلى الطائف ومن ثم دفنه, في الوقت الذي كان قد ذكر مستشفى الملك خالد بتبوك أنهم خاطبوا مركز الأعضاء من أجل التبرع بأعضائه، كونه كان مسجلاً لديهم مجهولاً، دون البحث في معلوماته والإسراع بإبلاغ أسرته.
والد الجندي المتوفى، المواطن سعد بن سفر المالكي، قال:
"أنا راض بقضاء الله وقدره، ولكن لماذا هذا التكتم على معلومات ابني ..؟
ولماذا هذا الإهمال الذي طاله لستة أيام منذ وقوع الحادث في الوقت الذي كنا نقوم بأعمال بحث شاقة عنه .. ؟
وكان المرور لديه كامل المعلومات، وجواله الذي لم يردوا على اتصالاته".
وأكد أنهم طلبوا من المرور نسخة من خطابهم للمستشفى، وقالوا لهم إن ذلك الخطاب سري, وأضاف:
"كان من المفروض على تلك الإدارة مخاطبة وحدته العسكرية التي يعمل بها نظاماً", مشيراً إلى أنهم رفعوا المركبة التي تعرضت للحادث من موقعها، ولفت إلى أنه تقدم بشكواه لإمارة منطقة تبوك للبحث عن مسببات ذلك الإهمال والمطالبة بالمحاسبة.