(1 ) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة في الجماعة تعدل خمسا وعشرين صلاة فإذا صلاها في فلاة فأتم ركوعها وسجودها بلغت خمسين صلاة
(صحيح) رواه أبو داود ، ورواه الحاكم بلفظه وقال صحيح على شرطهما وصدر الحديث عند البخاري وغيره ورواه ابن حبان في صحيحه ولفظه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده بخمس وعشرين درجة فإن صلاها بأرض قي فأتم ركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة .
القي : بكسر القاف وتشديد الياء هو الفلاة كما هو مفسر في رواية أبي داود
(2) وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان الرجل بأرض قي فحانت الصلاة فليتوضأ فإن لم يجد ماء فليتيمم فإن أقام صلى معه ملكاه وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يرى طرفاه
(صحيح) رواه عبد الرازق عن ابن التيمي عن أبيه عن أبي عثمان النهدي عن سلمان .
(3) وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم : يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية يؤذن بالصلاة ويصلي فيقول الله عز وجل انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي وأدخلته الجنة
(صحيح) رواه أبو داود والنسائي وتقدم في(5- الصلاة\1) الأذان .
قال الحافظ رحمه الله وقد ذهب بعض العلماء إلى تفضيلها على الصلاة في الجماعة
قلت ( الكريمي) : والعجيب حرص الكثير من المسافرين ممن يجهلون هذه السنة على البحث أثناء رحلتهم عن مسجد أو مصلى في الطريق لأداء الصلاة فيه ؛ ظناً أن ذلك الأفضل ؛ وهو بذلك يقع في أمرين :
1. تفويته رخصتي الجمع والقصر بتوقفه لأداء الصلاة مع الجماعة كما أن ذلك قد يؤخره أو يعرضه للخطر ؛ حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفره لا يتوقف إلا إذا وصل أو أراد الإستراحة وأثناء ذلك يؤدي الصلاة والمسافر ليس عليه جمعة ولا جماعة .
2. تفويته الأجر العظيم المكتوب لمن يصلي الفريضة في الفلاة والذي يفضل الصلاة في الجماعة والمسجد كما تبين من الأحاديث سابقاَ .
هذا والله تعالى أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً .
المرجع : الألباني / صحيح الترغيب والترهيب
سلسلة السنن المهجورة / بقلم أبي عمرو محمد الكريمي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب
السؤال :
شخص رفض الصلاة في جماعة، وفضّل الصلاة في الفلاة محتجاً بأن الصلاة في الفلاة تعدل خمسين صلاة، وقد راجعت الحديث فوجدت الألباني قد صححه، فما الرد على مثل هذا، وما معنى الحديث؟
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله، وبعد:
فقد دلت الأحاديث الصحيحة على تضعيف صلاة الجماعة على صلاة الفرد بسبع وعشرين أو خمس وعشرين درجة، والأحاديث في هذه المعنى كثيرة مستفيضة، ففي الصحيحين [البخاري (645)، ومسلم (650)] من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلَاةَ الْفَذِّ بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً"، وفيهما [البخاري (647) ومسلم (649)] من حديث أبي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه– قَالَ: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَلاةُ الرَّجُلِ فِي الْجَمَاعَةِ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْسًا وَعِشْرِينَ ضِعْفًا؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ لا يُخْرِجُهُ إِلَّا الصَّلاةُ، لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ، فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلْ الْمَلَائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاةَ".
والحديث المشار إليه في السؤال أخرجه أبو داود (473)، وابن حبان (1749) من طريق هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد عن أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ –رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّلاةُ فِي جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلاةً، فَإِذَا صَلاهَا فِي فَلَاةٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ صَلاةً.".
وهلال بن ميمون وثقه ابن معين، وقال النسائي: لا بأس به، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، ويكتب حديثه، وقال الحافظ: صدوق.
وعلى تقدير ثبوته يحمل على مَنْ حصل له هذا الأمر اتفاقاً، حيث لم يقصد ترك الجماعة ولكنه لم تحصل له، فاجتهد وأقام الصلاة في فلاة، وهو بعيد عن الناس فكان عمله فيه إخلاص وعناية بأمر الصلاة وحسن اهتمام، فكان جديراً بمضاعفة الأجر والمثوبة، وليس من المناسب أن يقدم مثل هذا الحديث على النصوص المستفيضة في الصحيحين فهي نصوص محكمة، وهذا النص محتمل، وقد ورد في الأحاديث الثناء على من عبد الله وأقام الصلاة على قدر سعته وطاقته وهو بعيد عن الناس، أو حصلت فتنة فاعتزل الناس، وحافظ على الصلاة، ففي الصحيحين [البخاري (2786)، ومسلم (1888)] من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ –رضي الله عنه- أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: "رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنْ الشِّعَابِ يَعْبُدُ اللَّهَ رَبَّهُ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ"، وفي صحيح مسلم (1889) من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ –رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ: رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ، أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ، لَيْسَ مِنْ النَّاسِ إِلَّا فِي خَيْرٍ". هذا والله اعلم