هذا سؤالٌ مبارك يقول فيهِ السائل “كيف أعمل مع نفسي ؟
كيف الحال مع النفس التي نقول لها لا عند المخالفة ولكنها لا تستجيب أو تستجيب استجابة جزئية ثم تعود مراراً ؟ أحياناً يُصيبنا الملل ونفقد الأمل في استجابة النفس، تقول أو يقول .. أشعر بصعوبة في التعامل مع نفسي ويأتيني شعور أحياناً بأنه من الصعب التغيير” نعم .. بارك الله فيكم، الحمد لله..
أولاً : هذا التحسس وهذا الإستشعار هو علامة على أن الله أراد بكم الخير ..
الأمر الثاني : ينبغي أن نضع قاعدة في سيرنا إلى الله راسخة لا تتغير (إن الله لا يَـمَـل حتى تملوا) مهما حصل من النكوص، مهما حصل من غـَلبَة النفس عليكَ أو عليكِ فلا ينبغي أبداً أن يُصيبنا ذلك باليأسِ أو قطع الهمّـة عن الله عزوجلّ، نحن بشر قد نضعف مع تكرار مجاهدة النفس وقد تغلبنا أنفسنا، ومن ذا الذي لا تغلبه نفسه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم وخـُلص الخـُلص من المجتبين لله عزوجلّ، ولكن .. مرة غالب ومرة مغلوب، فيستفيد الإنسان من نصر الله له على نفسه شهود المنـّة لله عزوجلّ، ويستفيد الإنسان من غـَلبَة نفسهِ له شهود الضعف في نفسه ليلتجئ إلى القوي سبحانه وتعالى فيمده من قوته، فلا ييأس الإنسان أبدا، وأكرر أن صُحبة الصالحين ولو من خلال قراءة سِـيَرهم وتراجمهم تبعث الهمّة في ذلك.
الأمر الثالث : الإلحاح على الله تعالى بالدعاء، وترسيخ قاعدة أنه مهما حصل من ضعف أو نقص أعود مرة أخرى، فأكر على نفسي بالتربية فإن الله عزوجلّ أكرم من أن يَرد عبداً أقبل عليه على هذا النحو، أسأل الله عزوجلّ التوفيق .. والله أعلم.