لم يهدأ للملك بال ، فالأرق يقضّ مضجعه والهم يتوارد عليه من كل مكان وهو يعلمُ أنه كان لهم من المجد ما كان في عهد نبي الله سليمان عليه السلام عندما كانوا يصنعون المحاريب والتماثيل وكان وما زال لهم خوارِق كثيرة ؛ كل هذا كان يُثري مُصاب هذا الملك فنادى في حاشيته أنِ افتوني في أمري ، فجاملوه وهونوا عليه الأمر كعادتهم ولكن الملك قال : دعوني من التزلف الذي لا طائل منه فأنا أعلم أن الأمور تزدادُ سوءًا وأعلم أنكم تكذبون ولكني كنتُ في الماضي أتعامى وأصدقكم لأن الوضع في قبيلتي كان في قبضتي أما الآن فالأمور كما ترون ولم تعدْ أكاذيبي وأكاذيبكم تنطلي عليهم .
قال رشيدٌ من الجن وهو من موظفي الملك النزهاء : أيها الملك إن لدى إخواننا الإنس الحلول .
قال الملك : كيف .
قال الجني : أيها الملك. إن لنا ولك خاصةً عبرةٌ في قصة المرأة التي خرج لها عمر بن الخطاب ورآها تُلهي أطفالها لكي يناموا ، وقد سألها عمر ممّ تشكين يا أمة الله فقالت : الله الله في عمر ، وهي لا تعلم أنه عمر .
فقال عمر : وما أدرى عمر عنكِ يا أمةَ الله .
قالت: أيلي أمرنا ولا يدري عنا !
قال عمر : صدقتِ .
فطبخ لها ونفخ واشترى منها مظلمتها في اليوم التالي .
قال الملك للجني : اقطع واخس .
وفي اليوم التالي صدر خبر من ديوان الجن يفيد بأنه تم إعفاء الجني بناءً على طلبه .
ومن مصادر خاصة تبين لنا أن الجني الآن يبيع ماء زمزم وهو متنكر في هيئة رجل من باكستان .