وزلازل لا تـُبقى ولا تذر ، ولم يذكر أحدهم حسنة واحدة للآخر ،
رغم هذه الأعوام المديدة التى جمعتهما
وقد ضحكا معآ وتسامرا معآ واشتغلا معآ فترات طويلة ،
فيا ليت كل واحد - حين الشجار والعراك -يذكر للأخر شيئآ جميلآ
أو معروفآ يغفر به للآخر زلته وهفوته وكبوته ،
ومن فى البشر معصوم من الخطأ إلا الأنبياء
ولسنا فى زمن الرسالات والنبوات والمعجزات .
فليس ثمة سبيل إذا فـرق الشيطان جمعهما ونشر الخراب بحيـِهما ،
و تغيرت وتكدرت جداول الحب والمودة إلا أن يتواضع أحدهما للأخر ،
وأن يتسامح ويعفو عن طِـيب نفس وسلامة صدر
حتى تشفى النفوس وتعود المياة إلى مجاريها ،
لا أن يبتسم كل واحد للآخر والصدر مشحون بالغيظ والغل ،
فليست تلك بمصالحة تامة كاملة بينهما .
ولكن من يملك القوة والقدرة على العفو وعلى سلامة الصدر
خاصة ً فى وجود هؤلاء الذين يسكبون الزيت على النار حتى تتوهج شعلتها وتعلو جذوتها وتبقى على حالتها ، ومن يفطن إلى هؤلاء ويعرف مكايدهم ويردهم على أعقابهم خائبين ؟ من .. من هو ؟ .