الأخوان المسلمون لا يستطيعون نسيان حقيقة أنهم الآباء الروحيون لتنظيم القاعدة. موقفهم من اجتياح القاعديين لمنطقة الساحل والرد العالمي عليهم يعزز هذا الاعتقاد.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: أحمد عثمان أحمد
أعلن الرئيس المصري محمد مرسي في نهاية كلمته أثناء افتتاح قمة الرياض الاقتصادية، رفضه للتدخل العسكري ضد مقاتلي منظمة القاعدة في شمال مالي. وبعد أن تحدث عن ضرورة تقديم المساعدات المالية للحكومة الفلسطينية وعن معاناة الشعب السوري، قال الرئيس مرسي: "أود أن أؤكد على أننا لا نوافق أبدا على التدخل العسكري في مالي". وكان حديث مرسي دفاعا عن مقاتلي القاعدة مستغربا، خاصة وأن غالبية الدول العربية قد سبق أن رحبت بالتدخل الأجنبي لحماية الحكومة المالية من غزو تنظيم القاعدة لبلادها. فبينما وافقت المغرب والجزائر على تحليق الطائرات الفرنسية فوق أرضها في طريقها إلى مالي، وافقت دولة الإمارات على تقديم المساعدة اللوجستية لفرنسا في حربها ضد الإرهاب. وفي ذات الوقت اعتبرت كلمة الرئيس مرسي إحراجا للدولة السعودية المضيفة للمؤتمر، حيث كانت فرنسا قد طلبت مباركة المملكة لعملية الدفاع عن مالي في مواجهة القاعدة، بصفتها ممثلة للقيادة الإسلامية في العالم.
فمنذ هزيمة القاعدة في أفغانستان بعد اعتدائها على الولايات المتحدة في11 سبتمبر (أيلول) 2001، حاول التنظيم إيجاد بديل له في أماكن أخرى يتمركز فيها، سواء في العراق أو اليمن أو شبه جزيرة سيناء، وهو يحاول الآن السيطرة على المنطقة الصحراوية الواقعة في شمال مالي جنوبي الجزائر. وتقع جمهورية مالي - التي لا تطل على مياه أي من البحار - جنوبي صحراء شمال أفريقيا في غرب القارة الأفريقية، بين الجزائر في الشمال والنيجر في الشرق وساحل العاج وغينيا في الجنوب وموريتانيا والسنغال في الغرب، ولا يزيد عدد سكانها على 14.5 مليونا.
استطاعت عصابات القاعدة التي تعرف باسم "القاعدة في بلاد المغرب" - والتي تتكون من عدة جنسيات - أن تسيطرة على المنطقة الصحراوية في شمال مالي، نظرا لضعف الجيش وعدم قدرته على مواجهة المسلحين في هذه المنطقة الوعرة، كما لم تستطع الدول الأفريقية المجاورة تقديم المساعدة العسكرية اللازمة لتأمين سيطرة الدولة المالية على هذه المناطق، بسبب تفوق عصابات القاعدة في السلاح والتدريب. وفي العاشر من يناير (كانون ثاني) شنت عصابات القاعدة هجوما على مدينة كونا التي تبعد عن العاصمة المالية بحوالي 700 كيلومتر في الشمال الشرقي، وتمكنت من السيطرة عليها، وبدأت مسيرتها نحو العاصمة باماكو.
عندئذ قررت الحكومة الفرنسية التدخل عسكريا في مالي لمنع سيطرة جماعات القاعدة على السلطة، ووصلت القوات الفرنسية إلى العاصمة داماكو عن طريق الجو، ثم توجهت بعض الوحدات البرية إلى مدينة ديابالي القريبة من حدود موريتانيا شمال غربي البلاد، حيث بدأت حرب شوارع بينها وبين المتمردين وتمكنت من هزيمتهم. وإلى جانب التأييد العربي لقرار فرنسا بمواجهة عصابات الإرهاب في مالي، فقد أرسلت الدول الأفريقية المجاورة قواتها للمساعدة في تحرير الدولة المسلمة. كما أيدت الولايات المتحدة الأميركية قرار فرنسا بالتدخل، وقدمت جسرا جويا لمساعدتها في نقل الجنود والمعدات إلى مالي. وفي بريطانيا قررت الحكومة مساعدة الفرنسيين عن طريق جهاز المخابرات وقوات القسم المخصوص.
وفي محاولة للضغط على الفرنسيين، قام بعض أفراد تابعين