بالإضافة إلى أن للغضب آثاراً ضارة جداً على النفس فقد ثبت طبياً أن الغضب صورة من صور الانفعال النفسي الذي يؤثر على القلب والدورة الدموية مثل تأثير الجري السريع الركض إذ أن الانفعال يزيد من عدد انقباض القلب في الدقيقة الواحدة فيضاعف كمية الدم التي يدفعها القلب مما يسبب الإجهاد لأنه يجبره على زيادة عمله عن المعدل الطبيعي الذي يفترض أن يقوم به ، مما يفسر سبب اللهاث الذي يرافق الغضب علماً أن الطب أثبت أن الجري السريع أخف إجهاداً على القلب من الغضب لأن الإنسان يستطيع أن يسيطر على نفسه بالجري فيتوقف أما في الغضب فلا يملك هذا وقد لوحظ أن الإنسان الذي اعتاد على الغضب يصاب بارتفاع ضغط الدم وتفقد شرايينه ليونتها فتصاب بالتصلب وتظهر علامات الغضب على الوجه في حمرة شديدة أو سواد قاتم وهذا خلاف الآثار الاجتماعية السيئة والنفسية الناتجة عن الغضب في العلاقات مع الآخرين التي قد تدمر وتقضي على الترابط الأسري والاجتماعي فإذا قيل هذا الإنسان عصبي أي لايملك نفسه عند الغضب ابتعد الكثيرون عنه وفقد الأصدقاء والأحبة وحتى الرفقة القصيرة ولقد سادت فكرة قديمة أثبتت الدراسات الحديثة بطلانها ، أن الغضب الصريح الذي يظهر به الإنسان انفعاله ليس له أضرار لأن الغضبان يعبر عما في داخله ، خلافاً للغضب المكبوت الذي يسبب الأمراض ولكن دراسة أمريكية حديثة أكدت أن للغضب في الحالتين أضراراً صحية متشابهة وإن اختلفت حدتها ففي حالة الكبت المتكرر قد يصاب المرء بارتفاع ضغط الدم وأحياناً الإصابات السرطانية أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يؤدي إلى الإضرار بالشرايين والأزمات القلبية الحادة القاتلة لأن انفجار موجات الغضب يصعب السيطرة عليها ولايمكن فصل الحالة النفسية للإنسان عن حالته الجسمية مما يجعل جميع أعضاء الجسم عرضة لإفرازات هرمونات خاصة بالغضب تصل أحياناً إلى درجة سد الطريق أمام جهاز المناعة بالجسم وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة بالجسم نحو هدف معين وأحياناً يضعف نشاط الأجهزة الدفاعية بالجسم نتيجة الغضب مما يفسر احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية ويظهر هذا الضعف بصورة رجفة شديدة تعتري الغاضب أو الشحوب باللون وأحياناً عدم القدرة على التنفس ومن هنا تظهر الحكمة الطبية الرائعة في وصية الرسول صلى الله عليه وسلم- بعدم الغضب وضرورة التحكم بالذات حتى لايصل الإنسان إلى درجة الغضب وهذا يأتي بالإيمان والتدريب الدائم ليكون الإنسان كما أراده رسول الله ولكي يكون في كنف الله تعالى يوم القيامة ويقول أحد الباحثين إن للغضب آثاراً صحية شديدة ثبتت بالتجارب ومنها الإصابة بضغط الدم ومرض السكر والذبحة الصدرية والأزمة العصبية وبعض الأمراض السرطانية كما أكدت الأبحاث أن تكرار نوبات الغضب تؤدي إلى قصر عمر الإنسان